
أمسية روحانية بإبن جرير: حين يلتقي الفن الصوفي بجمال الروح في حضرة السماع والمديح.
شعلة
احتضن المركز الثقافي بابن جرير ليلة الأربعاء 26 مارس 2025 أمسية روحانية متميزة، نظمتها اللجنة الثقافية و الرياضة و الشؤون الاجتماعية بجماعة ابن جرير، حيث توافد عشاق فن السماع والمديح للاستمتاع بليلة ملؤها الصفاء الروحي والإبداع الفني. جاءت هذه الفعالية لتؤكد المكانة الرفيعة التي يحتلها الإنشاد الصوفي في المشهد الثقافي المحلي، باعتباره فناً يحمل بين طياته عبق التاريخ ويعكس العمق الروحي للهوية المغربية.
شهدت الأمسية حضورًا متنوعًا جمع بين الفاعلين الثقافيين، والمحبين للإنشاد الصوفي، وأعضاء من المجلس الجماعي يتقدمهم رئيس الجماعة عبد اللطيف وردي، إلى جانب جمهور من ساكنة المدينة، الذين توافدوا بشغف للاستمتاع بهذه السهرة الروحانية. هذا الإقبال يعكس تعطش الجمهور المحلي لمثل هذه التظاهرات التي تحتفي بالموروث الفني الأصيل وتعزز الروابط الروحية بين الأفراد.
أحيت الأمسية فرق متخصصة في فن السماع والمديح، قدمت عروضًا فنية راقية امتزج فيها الإنشاد الفردي والجماعي، حيث تناغمت الأصوات العذبة مع الألحان الشجية في أداء مبهر للأمداح النبوية والقصائد الصوفية الكلاسيكية. وقد أضفت هذه الأجواء طابعًا وجدانيًا عميقًا، حيث تأثر الحاضرون بجمالية الكلمات وصدق الأداء، مما جعلهم يعيشون لحظات من الصفاء الروحي والتأمل.
تجسد هذه الأمسية الروحانية حرص الفاعلين الثقافيين بمدينة ابن جرير على إحياء التراث الصوفي وتعزيز حضوره في المشهد الفني المحلي. ففن السماع والمديح ليس مجرد لون موسيقي، بل هو تعبير وجداني عن المحبة الإلهية والصفاء الروحي، يجمع بين الصوت العذب واللحن الشجي، ويعكس القيم الروحية العميقة التي شكلت جزءًا هامًا من الثقافة المغربية عبر العصور.
في ختام الأمسية، عبّر الحاضرون عن سعادتهم بهذه المبادرة الثقافية، التي أتاحت لهم فرصة الانغماس في أجواء روحانية راقية، تعزز قيم المحبة والتسامح والسلام الداخلي. وأكد المنظمون على أهمية الاستمرار في تنظيم مثل هذه الفعاليات، لما لها من دور في ترسيخ الموروث الصوفي وتعزيز التقارب بين أفراد المجتمع من خلال لغة الفن الراقية.
بهذه الأمسية، أثبتت مدينة ابن جرير مرة أخرى أنها ليست فقط فضاءً للتطور الحضري، بل منارة ثقافية تحتضن الفن الأصيل وتفتح أبوابها أمام عشاق الجمال الروحي.