اساتذة ، باحثين ، شعراء و زجالين و اصحاب الذوق الرفيع يتوافدون على مهرجان سلام بجماعة اولاد املول الرحامنة.
شعلة
تحولت جماعة اولاد املول قيادة لبحيرة جنوب شرق إقليم الرحامنة هذه الأيام الى وجهة مفضلة لعشاق فن التبوريدة و العيطة و جلسات السمر الثقافي و الفني ، وجهة مفضلة لعشاق الموروث الثقافي الضارب في عمق التاريخ، قدموا من مختلف دواوير الجماعة و الجماعات المجاورة ، بل قدموا من مختلف المدن المغربية خاصة المجاورة لإقليم الرحامنة،و ذلك للاستمتاع بفقرات النسخة الثانية من مهرجان سلام للتبوريدة و فن العيطة و التراث اللامادي المنظم هذه السنة على مدى اربعة ايام 6/5/4/3 يوليوز 2023 تحت شعار ” التراث اللامادي نحو ذاكرة جماعية اصيلة و مبدعة” من طرف جماعة اولاد املول بشراكة مع عمالة الرحامنة و حمعية مبادرات نسائية و بتنسيق مع النسيج الجمعوي المحلي .
و تضمنت النسخة الحالية لمهرجان سلام لفن التبوريدة و العيطة و التراث اللامادي فقرات ثقافية و فنية متنوعة و غنية بمساهماتها في تنمية جماعة تبحث عن تثبيت هويتها و تحديد موقعها على الخريطة الجغرافية و يسعى من يدبر امورها الى تأهيلها لتصبح مركزا قائم الذات ، حيث بالإضافة إلى عروض التبوريدة التي حج لتتبعها الألاف من المواطنين من مختلف الأعمار باعتبارها تراثا مكتسبا ورثوه ابا عن جد و يمثل الهوية و الشموخ و التشبت بالأرض المعطاءة ( بالإضافة الى عروض الفروسية) عرف المهرجان تنظيم ندوات فكرية اعطت للحدث طعما مميزا، ندوات نبشت في التراث اللامادي للمنطقة و ساهمت في التعريف في مدى اهمية الثقافة في خدمة التنمية و ربطها رئيس الجماعة الاستاذ جمال مكماني مهندس و مؤسس هذا الصرح الثقافي في مداخلته ان برنامج عمل الجماعة اعتمد في اولوياته بناء الإنسان و جعله واثقا في مؤسسة المنتخب و انه يستغل على سمعته و سمعة أبنائه بالمنطقة حتى يجد بعد مغادرته الجماعة من يسلم عليه باحترام و حتى لا يسؤل احد أبنائه ذات يوم ( ما حصيلة والدك ، كفاعل سياسي سبق ان دبر شؤون الجماعة) ، و اضاف مكماني انه و الفريق الذي يدبر معه شؤون الجماعة واعون بالمسؤولية و يعرفون الطريق جيدا التي تؤدي الى اخراج الجماعة من العزلة التي ظلت تعيشها مند سنوات و اول بوابة لتحقيق ذلك هي بوابة الثقافة و الفن النبيل.
المهرجان عرف توافد ثلة من الاساتذة الاكادميين و الباحثين و الشعراء و الزجالين و الفرق الموسيقية التراثية، اضفوا لمسات جميلة على هذا الصرح الثقافي المتفرد و قد يعتبر مهرجان سلام لفن التبوريدة و العيطة و التراث اللامادي اول محطة اقليميا و جهويا و لما لا وطنيا بالرغم من حداثته يتوفر على رؤية واضحة تعمل عل تصحيح مفهوم المواسم و المهراجانات الفنية و الثقافية و التي في غالبيتها تهتم فقط بفن التبوريدة.
برنامج الدورة الثانية من فعاليات مهرجان سلام لفن التبوريدة و العيطة و التراث اللامادي التي يدير فقراته الاستاذ الشاب المثقف عزالدين ربيع ،يتضمن عددا من الندوات ، ندوة خلال يوم الافتتاح تحت عنوان ” التراث اللامادي حفظ للذاكرة و ترسيخ للهوية ” اطرها كل من الاساتذة و الباحثين ، لبنى نوسي ، عبد الرحمان غانمي ،عمر الابوركي ، ادريس بالعطار و عبد الغني الحميدي ، و ندوة صباح اليوم الثاني تحت عنوان ” التراث اللامادي، التعبيرات الثقافية و سؤال التنمية ، اطرها الاساتذة و الباحثين و يتعلق الأمر ب عبد القادر صاديق ، خالد مصباح ، احمد فردوس ، جمال مكماني و عبد الغني الحميدي بالإضافة الى امسية شعرية مع نخبة من الشعراء و الزجالين ، فيما كانت لمسة” النسوة السلاميات” واضحة في بداية ندوة اليوم الثاني و لمسة مجموعة اولاد ابراهيم في ختام نفس الندوة.
و لا تزال فقرات أخرى بالإضافة الى عروض الفروسية تغري بالمتابعة خلال اليومين الآخرين و يتعلق بلقاء مفتوح مع الشاعر و الأديب حسن نجمي حول ” غناء العيطة الشفوي و الموسيقى التقليدية بالمغرب بالإضافة الى فقرات غنائية تراثية لمجموعة حمادة و كذا سهرة فنية في المساء بخضور مجموعة السهام و مجموعات آخرى