
“التمكين الرقمي أداة لتعزيز العمل الجمعوي والتنمية”محور ندوة علمية بتسلطانت
شعلة : سعاد المدراع
نظّمت جمعية شمس للتنمية بتسلطانت- مراكش ،السّبت، ندوة علمية حول موضوع “التمكين الرقمي أداة لتعزيز العمل الجمعوي و التنمية” بقاعة الشرقاوي تسلطانت.
وتأتي هذه النّدوة العلمية في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للتطوع و ايمانا من الجمعية بضرورة التمكين الرقمي للعنصر البشري و باعتباره استراتيجية حديثة تتماشى مع التطور الرقمي الذي يعرفه العالم و منه المغرب في مختلف المجالات.
وقام بتأطير هذه النّدوة، التي حضرها مجموعة من الدكاترة و الاساتذة الباحثين و المهتمين بمجال العمل الجمعوي و التكنولوجي، الدكتور أنس أبو الكلام أستاذ جامعي و خبير الأمن المعلوماتي، الدكتورة سناء الزعيمي رئيسة فدرالية رابطة حقوق النساء، الدكتور عبدالرزاق بن احساين مدير نشر مجلة توبقال و الأستاذ زكرياء فهيم رائد أعمال في المجال التكنولوجي .
في بداية الندوة، ألقت السيدة نادية لطيف رئيسة جمعية شمس، كلمة ترحيبية بالحضور وتناولت في كلمتها السياق العام للندوة، مؤكدة على دور الرقمنة في العمل الجمعوي وتوجيهه نحو مستقبل يواكب التطور التكنولوجي مشددة على أهمية استثمار التقنيات الحديثة للرقمنة لتعزيز العمل الجمعوي و توسيع قدرات الفاعلين في الحقل الجمعوي ،لصقل خبراتهم و قدراتهم في التواصل الرقمي.
وأوضح ممثل الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان ، في كلمته أن الوزارة تعمل على تكوين الجمعيات بشكل داي ومستمر في جميع جهات المملكة،مشيرًا الى عدد الجمعيات المنخرطة في هذا التكوين التي فاق عددها 50جمعية و ذلك للاستفادة من برنامج استتراتجيتها المتعلق بتشيجع التحول الرقمي .
و دعا الجمعيات إلى الانخراط في هذه التكوينات لبلوغ أهداف تنموية، كما أشار الى دور الرقمنة و جهل بعض الجمعيات كيفية التعامل معها ،مما يكون سببا رئيسا في عدم استفتاء الشروط المطلوبة.
و في كلمته، ممثل جمعيات المجتمع المدني و محامي بهيئة مراكش، أشار الاستاذ طارق الغرفي ، أن الرقمنة أصبحت تفرض نفسها بقوة في العديد من المجالات وأن المشرع المغربي قد طوق الشبكات الرقمية بشكل قانوني وبعقوبات جزرية (القضية المعروفة بمون بيبي نموذجا)،فالمشرع المغربي أقر مجموعة من النصوص القانونية الجديدة وأخضع العديد من النصوص القديمة لمواكبة التطور التكنولوجي وذلك من أجل الحفاظ على الأمن العام من خلال مكافحة الجريمة الإلكترونية.
وفي مداخلته، تحدّث ابو الكلام عن مجموعة من المحاور أهمها دور الاولمبيات العالمية للشباب ،كما أشار الى الدور الكبير التي تلعبه الرقمنة في تحسين و تجويد الخدمات و تقريب المواطنين من المعلومة،حيث أصحبت ضرورية في عصرنا هذا رغم التراكمات السلبية وختم مداخلته بالحديث عن الذكاء الاصطناعي و سلبياته مرجعا الأمر إلى مجموعة من الأسباب التي تحول دون استخدامه بشكل سليم.
بدورها ،قدمت الأستاذة سناء الزعيم، رؤيتها حول التحديات التي يطرحها التطور السريع في مجال الرقمنة، مشيرة لمعطيات رقمية في نسبة الامية الرقمية التي تصل الى نسبة٪90 في إحصاء سنة 2014للمندوبية السامية للتخطيط ،بينما نسبة الأمية القانونية في الفيدرالية تصل إلى نسبة ٪80.6 و نسبة الأمية الرقمية تصل الى 90٪ وأبرزت مخاطر هذه الأمية على النساء خاصة في ولوج روابط الانترنت و العنف الرقمي.
و شددت على ضرورة محاربة هذه الأمية الرقمية للنهوض بالتنمية ورفع مستوى الوعي التكنولوجي ، كما عرجت على المنظومة التعليمية و علاقتها بالرقمنة ،حيث تساءلت عن كيف سيصبح الأستاذ في ظل هذه الرقمنة؟.
من جانبه، أوضح الأستاذ عبدالرزاق بن احساين، أن المغرب انخرط بشكل إيجابي في التحول الرقمي على عدة مستويات خاصة الإدارات العمومية ، رغم أنه لا زال في بدايته، مشيرا إلى أن الجمعيات لم تصل بعد إلى توظيفه بشكل فعال بمقارنة مع دول أخرى.
وأكد على أن الرقمنة أصبحت جد مهمة في عصرنا الحالي وعاملا حقيقيا لتفعيل عجلة التنمية، مشيرا الى التوجيهات الساميّة التي تؤكد على أهمية الرقمنة و التطور التكنولوجي .
وقال ،أن التحول الرقمي يعتبر ضرورة ملحة للعمل الجمعوي وعلى الجمعيات أن تلتزم بالترافع الرقمي ومواكبة التحول الرقمي،حيث يعزز ذلك إمكانية الولوج السريع والفعال إلى الخدمات و الحد من التنقل غير الضروري، و في ختام مداخلته نوه بالدينامية الإيجابية للجمعية في اختيارها مواضيع جد مهمة ،مؤكدا على ضرورة مسايرة الجميعات التطور والتحول الرقمي.
وتناول ،الأستاذ زكرياء فهمي، موضوع الابتكار في المجال الالكتروني بشكل متخصص، وناقش أهمية دمج التكنولوجيا في البحث العلمي، و الوعي بثقافة التطور التكنولوجي،كما قدم نماذج حية لاستخداماته في هذا السياق، منها طائرة بدون ربان و السيارات الالكترونية مع التركيز على التطور التكنولوجي الذي يعرفه العالم في كل دقيقة وختم مداخلته بنصائحه للمهتمين بالمجال.
وانتهت الندوة بجلسة مناقشة شارك فيها الحضور، حيث تم استعراض ومناقشة مختلف المواضيع التي تم طرحها. وأكد الحاضرون على أهمية مثل هذه الفعالية في تعزيز الحوار ونقل المعرفة، وفتح آفاق جديدة للابتكار والتطوير في مجال الرقمي والذكاء الاصطناعي و علاقتهما بالعمل الجمعوي.