تصفح جريدة شعلة

الرئيسية » دولية » المغرب العربي » الدبلماسية الجزائرية بوجهين تصمت أمام فرنسا بعدما تبجحت على المغرب

الدبلماسية الجزائرية بوجهين تصمت أمام فرنسا بعدما تبجحت على المغرب

شعلة بريس

الكل لاحظ مدى حقد وبغض المتطرفين الفرنسيين الذين لم يطيقوا مشاهدة فرحة مواطنين من أصول جزائرية وهم يعبرون عن فرحتهم من خلال رفع علم بلدهم الأصلي، فطالبت مارين لوبان حكومة بلدها بإلغاء الجنسية المزدوجة للجزائريين ودعت إلى مبدأ الاختيار بين الجنسية الأم أو الجنسية الجديدة، بدعوى أنه يتعين الاختيار بين أن يكون المرء فرنسيا أو جزائريا، لم تقول نفس الشيء عند إشهار اليهود الفرنسيين ولاءهم المطلق لإسرائيل، ووضع ولاءهم للكيان المغتصب حتى قبل ولائهم لفرنسا التي يحملون جنسيتها ويتولون أعلى المناصب فيها، لايقدر أي مسؤول فرنسي له من الشجاعة بأن يعبر عن رفضه مثل هذا التصرف او اتهامه الفرنسيين الإسرائيليين بنقص في الولاء ناهيك عن اتهامهم بالخيانة، طبعا السبب معروف، ومع ذلك ليس مستغربا هذا التصرف من مارين

وقبل هذا وذاك، كان الرئيس هولاند نفسه سخر أثناء ندوة صحفية من الوضع في الجزائر “متمنيا” أن يكون وزير خارجيته آلان جوبي قد عاد سالما من زيارته إلى الجزائر، في إشارة إلى أن الوضع محفوف بمخاطرة جمة، ولم يتكلف مسؤولونا عناء الاحتجاج رغم أن هولاند لم يقدم أي اعتذار، وأقصى ما برر به استخفافه بالجزائر أن أصدر بيانا اعتبر فيه القضية مجرد سوء تفاهم. 

وفي سنة 2012، أقدم وزير الدفاع الفرنسي السابق في حكومة ساركوزي، جيرار لونغي بحركة هابطة وسلوك ينم عن احتقاره للجزائر وازدرائه لثورتها وشعبها، ردا على مطالبة وزير المجاهدين باريس بالندم، هنا أيضا لم يحرك مسؤولونا الوطنيين جدا ساكنا.

والآن يقوم فرنسيون بحرق العلم الجزائرى، بما يعتبر تطور طبيعي لمواقف عدائية لم تجد من يردعها، بحيث لم يسمع صوتا للمسؤولين، ولا أي رد رسمي مشجب لهذه الحركات المسيئة للبلد وشعبه ورموزه. في الحقيقة يعتقد أن الأمر أكثر من طبيعي، وليس هناك أي غرابة لا في التصرفات الفرنسية الحاقدة والمستهترة بالجزائر، ولا في صمت مسؤوليها إزاء هذه الإساءات. الوطنية والهمة والشجاعة تتلاشى وتبتلع لسانها خاسئة عندما يكون مصدر الإساءة والإهانة الضفة الشمالية من البحر المتوسط، فرنسا تحديدا، لكن بقدر ما يكون تخاذل سؤوليها إزاء الاستهزاء والتهجم والاحتقار الفرنسي، بقدر ما تعلو إدانتهم وتبجحهم بالدفاع عن الوطنية عندما يكون “الخصم” معارضين داخل الوطن أو جيرانهم على الحدود. والكل يتذكر تلك الفورة التي أحدثها المسؤولين الجزائريين، وعلى رأسهم ممثل دبلومسيتها، رمطان العمامرة، ليتهجم على المغرب عندما قام مواطن بإنزال العلم الجزائري من السفارة، وتهجمه على تونس وليبيا بل وهدد باجتياحهما ردا على ما اعتبره مساسا وتهديدا لكيانها!!! هذه الوطنية التي يقوم عليها الحكم في وطن المليون شهيد، تنتكس أمام الفرسيس وتتبجح في وجه ابن البلد والشقيق الجار، وهذا كفيل بأن يلخص الوضع في البلاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.