الرماني:المغرب استثمر في أرضه بينما وضعت الجزائر أموال شعبها في خدمة العصابات
شعلة بريس
أكد عبد العزيز الرماني الخبير الاقتصادي والاجتماعي أن المغرب استثمر كثيرا في منطقة الصحراء منذ 39 سنة ، وقدم أرقاما ومعطيات حول حجم الاستثمارات التي أنفقها المغرب في المنطقة من أموال أبناء الوطن المتضامنين، مستحضرا المؤشرات التي قدمها الملك محمد السادس في خطاب العرش، ومنها انه مقابل كل درهم أنتج في المنطقة كان المغرب ينفق 7 دراهم لتنميتها مادام إنتاجها المحلي بأكمله غير كاف لتغطية حاجاتها.
و قال الرماني في برنامج “ضيف اليوم” على قناة “ميدي آن تي في” إن التكاليف والخسائر المادية التي تكبدتها الجزائر في هذه القضيةباهضة مشيرا إلى “الفارق الشاسع بين الأهداف المتوخاة في المغرب، وبين تلك المتوخاة لدى قادةالجزائر، فبينما يستثمر المغرب في أرضه ولفائدة أبنائه تنفق الجزائر أموال شعبها لفائدة مجموعة من الناس مسجونين بتندوف، وتقودهم مجموعة تدعي أنها تتزعمهم”.
إلى ذلك، اعتبر الأكاديمي المغربي “أن كل دينار تنفقه الجزائر يعتبر حطبا لإشعال فتيل الحرب والنيران في المنطقة، بينما كل درهم ينفقه المغرب إنما ينفقه على أرضه وبين أبنائه” موضحا أن الفرق في الأهداف شاسع جدا، وهو الفرق بين الشرعية والشر وبين النبل وللامسؤولية”.
وتطرق الرماني إلى موضوع الريع في المنطقة وسبل وضع حد له، معلنا أن الاختلالات التي طبعت تدبير هذا الملف كانت لها آثار سلبية جزئيا وليس كليا، ومنها انتشار أساليب النفع والامتياز المجاني الذي يؤدي إلى بخس مفهوم الإنتاج والإبداع والخلق والعطاء .
و اعتبر الرماني أن “المشروع التنموي في الصحراء يقترح علاجات قوية، وحلول بديلة سيشارك فيها أبناء المنطقة ضمن مفهوم التشاركية والاندماج”.
“فالمرأة والشاب والطفل والرجل سيشاركون جميعا في تدبير شؤون المنطقة”يقول الرماني وسيشتغلون ضمن إطار مضبوط للحكامة وحسن التدبير، وضمن المشروع الضخم الذي أعلن عن تاريخ انطلاقه الملك في السنة المقبلة، ألا وهو الجهوية الموسعة ،التي “ليست مجرد قوانين موضوعة، أو اختصاصات منقولة، وإنما هي أيضا غيرة وطنية يشارك فيها الجميع ضمن مبدأ التضامن والتعاون”.
و كان الملك محمد السادس قد أكد في خطاب الذكرى التاسعة و الثلاثين للمسيرة الخضراء أن نمط التدبير بالصحراء عرف بعض الاختلالات، جعلتها مع توالي السنوات مجالا لاقتصاد الريع وللامتيازات المجانية ، و هو ما أدى إلى حالة من الاستياء لدى البعض، وتزايد الشعور بالغبن والإقصاء لدى فئات من المواطنين”.