سقط الألفاظ في حديث المرحاض للشيخ الوعاظ عبد الإله بنكيران.
20 يوليو، 2014
شعلة بريس
عبد الكريم التابي.
لم يكن المهرجان الخطابي الذي نظمه الفرع المحلي لحزب العدالة والتنمية بابن جرير في أحد آحاد شهر مايو من سنة 2006 ، والذي “أطره”- مع التحفظ الشديد – عضو الأمانة العامة آنذاك ،عبدالاله بنكيران ، “رئيس الحكومة الحالي” – مع التحفظ الشديد أيضا – وذلك في إطار دعم مرشحه للانتخابات التشريعية الجزئية التي جرت وقتها لشغل المقعد ، لم يكن سوى مناسبة تأكد فيها للحضور القليل جدا ،والمشكل في غالبيته من الأطفال الذين استهوتهم المدرجات الإسمنتية للملعب البلدي ، أن السيد بنكيران تسكنه جنية مهووسة بنزعة مانوية تنظر للظواهر والسيرورات والآراء والمواقف بمنطق لا يعرف سوى قيمتين حديتين مطلقتين : الحقيقة المطلقة من جهته ومن جهة من يواليه ،والباطل من جهة من يخالفه. الملائكة من جهته ، والشياطين من جهة خصومه.
وإن أقل ما يمكن أن يوصف به حديث السيد بنكيران في ذلك المهرجان/الفضيحة ،هو كونه دعوة صريحة لاستئصال الآخر واجتثاثه عقديا وانتخابيا ، بنية سيئة عامدة . وكونه أيضا دعوة صريحة لزرع الكراهية والضغينة من تحت عباءة الدين.
فهل كان حريا بقائد سياسي ،مرجعيته الإسلام (نظريا) ، ويحفظ الآية القرآنية:( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة ،وجادلهم بالتي هي أحسن) ويحفظ حديث النبي : (ليس المومن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء) والحديث الآخر:(لا يستقيم إيمان عبد ،حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه ،حتى يستقيم لسانه)، هل كان حريا به أن ينحط إلى مستوى وضيع أخلاقيا وفكريا، ليشهر علنا بمن يخالفه الرأي والفكر ،بأسلوب تنعدم فيه أبسط أصول اللياقة فأحرى الاحترام ؟ ويصف إحدى الجرائد ب “الخانزة” و”النتنة” والتي لا تعمل سوى على نشر الفسق والفجور و”أحاديث المرحاض”
فكيف يمكن أن تصدر أقوال كهذه، عن شخص يطرح نفسه علنا كنموذج والممارسة الإسلاميين الصحيحين، ويطرح حزبه كقوة سياسية كاسحة لا تعرف للخوف مسوغا ولا مبررا؟ وهو الذي يعلم جيدا كيف أذعن هو وحزبه صاغرين لإملاءات المخزن بعدم الترشح في كل الدوائر الانتخابية ، وكيف تدخل نفس المخزن في اختيار رئيس الفريق في مجلس النواب ،وكيف أجبر المخزن ذاته حزب بنكيران على التصويت قسرا على قانون الإرهاب ،وكيف لوى المخزن عنقه وذراعه إبان الاحتجاج على خطة إدماج المرأة.
ألا يتوجب علينا أن نرثي للحالة التي يكون نموذجها من هذا المستوى ومن هذه الطينة التي نشأت في كنف المخزن وبرعاية منه لمواجهة الخطر الي كان يشكله اليسار في زمن سياسي معين؟ وكيف له – وهو المسلم، التقي ،الورع ،الواعظ ، الطاهر، الطهور، أن يستهين بكرامة الناس ويصفهم ب:”الخانزين” أليس ازدراء الآخر، هو في الدرجة الأولى ازدراء للذات نفسها؟ ومن لا يحترم الآخر، كيف يمكن أن يحترم نفسه؟
الأكيد أن السيد بنكيران ،لم يكن هدفه وقتها ،أن يستعرض مشروع حزبه السياسي والاقتصادي،إن كان له أصلا مشروع ،ولم يكن هدفه – وهو القيادي البارز- أن يستمع لنبضات الناس وانشغالاتهم واستفساراتهم وانتقاداتهم ،بل كانت غايته هي الإيغال في السب والشتيمة . إن “خطابه” ذاك هو جزء من تلك الثقافة الاتهامية الشائعة ،التي هي علامة من علامات انحطاط الفكر وابتذاليته.
عن موقع بلاد بريس
“رئيس الحكومة الحالي السيد بنكيران المخزن في اختيار رئيس المهرجان الخطابي انحطاط الفكر وابتذاليته ل الدوائر الانتخابية 2014-07-20