
الندوة الفكرية حول العلاقة بين التنمية والثقافة بجماعة ابن جرير: ندوة نحو رؤية استراتيجية متكاملة
شعلة
نظمت لجنة التنمية البشرية والشؤون الثقافية والرياضية بجماعة ابن جرير، يوم الجمعة 28 مارس 2025، ندوة فكرية بمركز الاستقبال النصر، تناولت العلاقة بين التنمية والثقافة، بحضور نخبة من المثقفين والباحثين، وتحت تسيير الدكتور عبد الواحد أيت الزين، الذي أدار فقرات اللقاء بتميز.
استُهلت الندوة بكلمة ممثل اللجنة، عبد الصادق برامي، الذي رحب بالحضور، مؤكدًا أن تنظيم هذه الندوة ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة ملحة لمناقشة دور الثقافة في التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، ألقى رئيس الجماعة، عبد اللطيف وردي، كلمة أبرز فيها خارطة الطريق التي تعتمدها الجماعة، موضحًا الأهمية الكبرى التي توليها للحقل الثقافي، باعتباره ركيزة أساسية في بناء الإنسان والنهوض بالحضارات. وأكد أن التنمية لا يمكن أن تحقق أهدافها دون إرساء ثقافة مجتمعية تعزز قيم الإبداع والانفتاح.
وقد شددت الجماعة، من خلال هذه الندوة، على رؤيتها الاستراتيجية التي تعتبر الثقافة دعامة أساسية للتنمية، بمفهومها الشامل الذي يجعل الإنسان محورها الأساسي. في هذا الإطار، أوضح الدكتور إدريس الكريني أن تحقيق انتقالات مجتمعية نوعية يتطلب استثمارًا حقيقيًا في الثقافة، من خلال إشراك المجتمع المدني ووسائل الإعلام في الترويج للهوية الثقافية، وتعزيز جودة التعليم، وفتح المجال أمام الإبداع.
من جانبه، أكد الباحث جمال مكماني، رئيس جماعة أولاد إملول، على أن الثقافة يمكن أن تساهم في تنمية المجال وجعله نقطة جذب واستثمار، وهو ما دعمه ممثل المديرية الإقليمية للثقافة بجهة مراكش، داعيًا إلى إبرام شراكات موضوعاتية لتعزيز الصناعة الثقافية المحلية.
أما الفاعل الجمعوي عبد الكريم التابي، فقد ركز في مداخلته على تأثير صناعة التفاهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي على المشهد الثقافي الجاد، مشيرًا إلى دور الدولة في تشجيع هذا التوجه. كما استعرض مسار العمل الثقافي بمدينة ابن جرير منذ تسعينيات القرن الماضي، متوقفًا عند تجارب جمعيات رائدة مثل “إقلاع” و”التويزة”.
بدوره، تناول عبد الإله مهدي البعد التشريعي للموضوع، مشيرًا إلى أن اختصاصات التدبير الثقافي تتوزع بين الجهات والجماعات الترابية وفق صلاحيات محددة، مما يفرض تنسيقًا فعالًا للنهوض بالفعل الثقافي.
واختتمت الندوة، التي حضرها عدد من نواب رئيس الجماعة والمستشارين بعد نقاش مفتوح داخل القاعة، بالتأكيد على ضرورة إبقاء النقاش مفتوحًا حول سبل إدماج الثقافة في التنمية، مع التأكيد على أهمية المشاركة المواطنة في بلورة رؤية واضحة لبرنامج عمل ثقافي يستند إلى عقد اجتماعي يجعل الثقافة عنصرًا محوريًا في أي مشروع مجتمعي متكامل.