تصفح جريدة شعلة

الرئيسية » ثقافة وفنون » بطاقة الفنان لاتسمن و لا تغنى من جوع

بطاقة الفنان لاتسمن و لا تغنى من جوع

شعلة بريس
استبشر الفنانون المغاربة خيرا بحصول الفنان على البطاقة المهنية (بطاقة الفنان)’واعتبر المشتغلون بالمجال الفني أنها خطوة ايجابية تجاههم، وهي بمثابة اعتراف واعتبار لهم، ليتفرغ كل فنان مبدع منهم لأداء واجبه الفني في ظروف مهنية مطمئنة ومريحة، وليتجاوز أغلب الفنانين محنة الفقر والاحتياج والفاقة.
فتوصلت الأغلبية العظمى من الفنانين وحتى المتطفلين بهذه البطاقة التي على البال.
واعتبر عديدون من الحالمين بطاقة الفنان نعمة وشهادة ميلاد أو بطاقة اعتراف.
لكن سرعان ما سيكتشف السواد الأعظم من فناني هذا البلد السعيد الحقيقة المرة، عندما استيقظوا من أحلامهم الوردية، أن بطاقة الفنان ما هي إلا نقمة حولت حلمهم إلى وهم، فأدركوا أنها بطاقة لا قيمة لها فهي لا تسمن ولا تغني من جوع.
لتتوالى أسماء ووجوه فنية في الرحيل عنا إلى دار البقاء، بعد إن نال من أجسامهم المرض ولم يجدوا إلى الشفاء سبيلا، ولا من يعينهم على تجاوز أوضاعهم الصحية الحرجة. وفنانون آخرين تجرعوا مرارة الفقر والحاجة والتهميش واللامبالاة، ولم تنفعهم بطاقة فنان.
بعد كل هذه المآسي والخيبات والانكسارات والخسارات المتتالية، التي يعيش في ظلها الفنان، وما يعانيه من تهميش وفقر، هل لا زالت تعتبر بطاقة الفنان من المكتسبات التي تحققت لفائدة الفنان المغربي؟ أم أن تلك البطاقة أضحت لا تسمن ولا تغني من جوع؟؟طرح ملف ‘جدوى بطاقة الفنان؟’ للنقاش مع نقابيين ومهتمين وفنانين، منهم من يتوفر على البطاقة ومنهم من لا يتوفر عليها، فكانت مواقفهم وآرائهم من خلال الإجابات التالية:

أحمد الصعري
الإتلاف المغربي للثقافة والفنون

تفعيلها عبر شراكات مع القطاعات والوزارات المعنية

حقيقة، بطاقة الفنان، لم تقدم للفنان شيئا في بدايتها الأولى، ولكن لابد من تفعيلها عبر إبرام عقود شراكات مع مجموعة من القطاعات والوزارات، مثلا مع وزارة النقل في شخص المدير العام للمكتب’الوطني للسكك الحديدية، حتى يستفيد الفنانون من التنقل عبر القطار سواء بالإعفاء الكلي من واجب التذكرة أو تسديد فقط نصف المبلغ. وكذلك توقيع شراكات مع شركة ستيام ومع وكالات النقل الحضري بالمدن التي تتواجد فيها هذه الوكالات أو مع شركات النقل العمومي ‘الأطوبيس’.
وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي منذ أن تحمل المسؤولية وهو يشتغل على هذه الملفات.
لا زال لم يصدر أي بلاغ يتعلق بتسوية موضوع بطاقة الفنان وقانون الفنان، وكما هو معلوم بطاقة الفنان وزعت على ثلاث دفعات وأن صلاحيتها تنتهي بعد ثلاث سنوات من تسلمها ، وأن مدة صلاحية البطاقة كانت محددة في ثلاث سنوات ومن المنتظر أن تصبح سارية لمدة خمس سنوات. وكنا داخل النقابة والائتلاف قد طالبنا بان تكون مدة صلاحيتها غير محدودة دائمة. ونحن ننتظر صدور بلاغ من الوزارة الوصية بهذه الإجراءات بعد تنصيب لجنة البث في طلبات الحصول على بطاقة الفنان المعدلة.

مسعود بوحسين
رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح

أن تصبح بطاقة مهنية

بلورت النقابة المغربية لمحترفي المسرح تصورا، يتمثل في إصلاح بطاقة الفنان التي يجب أن تصبح بطاقة مهنية، تخول خدمات اجتماعية والأولوية في التشغيل لحاملها شريطة إخضاع الحصول عليها لشروط محددة ومدققة. وتقترح النقابة أن تكون لفنون الأداء بطاقة موحدة تشمل المسرح والسينما والموسيقى والرقص«’
هذا الإجراء التنظيمي، سيجعلنا قادرين على تحديد حد أدنى للاحترافية وعلى ضمان ولوجية سوق الشغل، وعلى إمكانية تحديد نظام للاقتطاعات من الأجور ونظام للتقاعد خاص بالفنانين. أما في غياب ذلك، فسنعيش دوما نفس المآسي وستتدنى الجودة إلى الحضيض لان سوق الشغل الفني غير مهيكل وغير محمي.

الفنان حفيظ الخطيب

الحل هو خلق مجلس أعلى للفنون
يتمتع باستقلالية تامة وقوة اقتراحيه وتقريرية

الحل لتفعيل بطاقة الفنان والخروج من أزمة الفن المغربي ككل، يكمن في خلق مجلس أعلى للفنون، لما له من استقلالية وقوة تدخل كبيرة، يلعب هذا المجلس الأعلى للفنون، أولا دور المحاور الرئيسي مع جميع الفنانين في جميع القطاعات، عبر كل أنحاء المملكة، من طنجة إلى الكويرة، للوقوف على كل كبيرة وصغيرة في المجال الفني، من خلال الرسائل الملكية، قانون الفنان، قانون بطاقة الفنان، قانون الشغل، ويسطر المجلس الأعلى للفنون أرضية عمل صالحة لمدى أجيال، تعطي أرضية قوية وسليمة بالتساوي، ومن خلال سياسة مدروسة، ولجن متابعة ومحاسبة ومراقبة.
ويعمل المجلس الأعلى للفنون على تفعيل آليات تدبير مالية القطاع والمراقبة، بتنسيق مع المجلس الأعلى للحسابات والمجلس الأعلى للقضاء ووزارة العدل والمالية لما يعرفه المجال من تدبير كبير للمال العام، من إشهار واستثمار واستقطاب للأموال من الخارج بواسطة مؤسسات فنية عربية ودولية، شريطة أن يكون في هذا المجلس الأعلى رجال تقنوقراطييب، إداريون أكفاء في مجال التدبير والتخطيط، لأن الفن لا يمكن أن يسير من طرف فنانين، لأنهم يأكلون بعضهم البعض ، ولأن أزمة الفن والفنانين في بلادنا، لا يمكن أن تحل بالنظر إلى وضعية الفنان وحده، بل على وضعية الفن المغربي ككل، لأننا إذا حصرنا الأزمة في وضعية الفنان، يبقى دائما الوضع منحصرا في فئة على حساب فئة، اعتمادا على من’هو في المسؤولية من الفنانين، ولكن إذا نظرنا للأزمة من باب إصلاح وضعية الفن المغربي ككل، فإننا سنتبنى كل الفنانين بشكل فيه تساو وإعطاء الحق للجميع، بناءا على معايير تخدم الصالح العام وبناء مستقبل أفضل لجميع الفنانين بدون استثناء.

الممثل محمد لقلع

بدون العمل على تفعيلها… ‘راها ما كتسوى والو.. لا شيء’

أولا، بطاقة الفنان يجب أن تفعل أما أن تظل بطاقة عادية ‘راها ما كتسوى والو.. لا شيء’، يلزم تفعيلها كأن يستفيد منها الفنان مثلا في تنقلاته عبر القطار، وتخول له الاستشفاء والتغطية الصحية في المستشفيات العمومية وغير العمومية.
وتمكن الفنان من الاستفادة من بعض الأعمال الاجتماعية والخدماتية.
أما مسألة الاعتراف بالفنان فالجمهور والمشاهد وكل الشعب يعرف فنانينه ومبدعيه.

المسرحي إسماعيل بو قاسم
رئيس ‘فرقة مسرح إبداع القرية’

الامتيازات التي ينتظرها الفنانون من بطاقتهم ستأتي بعد تعميمها

بطاقة الفنان هي مكسب لجميع الفنانين المغاربة، والأساسي منها أن تكون مدخلا لتنظيم المهنة، أن نعرف من هو الفنان ومن هو الذي ليس بفنان، هذه هي وظيفة البطاقة الأولى.وحتى إذا كنا نريد إصلاح أوضاع فنانينا فيما بعد، سيكون بالإمكان ضبط من يحمل البطاقة المهنية ومن لا علاقة له تربطه بهذه المهنة، خاصة وأن الدخلاء على المجال الفني كما في غيره من المجالات ما أكثرهم، ويشكلون خطورة على القطاع.
اعتقد أن الامتيازات التي ينتظرها الفنانون من بطاقتهم، ستأتي بعد أن يتم تعميمها على جميع الفنانين المغاربة، وكل الإطارات النقابية والمهنية، سواء فيدرالية الفرق المسرحية أو نقابة المسرحيين المغاربة أو النقابة المغربية لمحترفي المسرح ، جميع الفاعلين والهيئات التمثيلية هي الآن في نقاش وحوار مفتوح مع الأجهزة الحكومية المعنية أو الوصية، كما أن هناك عطف وتعاطف ملكي مستمر مع العائلة الفنية. وهذا يدل على أنه في الأفق القريب، إن شاء الله، سيكون الخير والفرج.
نحن كفنانين في الساحة الفنية الوطنية، ما أحوجنا إلى جمعية للأعمال الاجتماعية خاصة بالفنانين، ونقيب النقابة المغربية لمحترفي المسرح يقول ويصرح أنه ينتظر من الدولة أن تقوم بذلك، ونحن نقول لا يمكن أن نظل ننتظر حتى تقوم الدولة بوضع إطار ما للرعاية الاجتماعية للفنان. علينا نحن كمعنيين، أن نشمر على أكتافنا ونبادر إلى التأسيس الفوري لجمعية الأعمال الاجتماعية للفنان، التي ستعمل على توفير سكن اجتماعي لائق للفنان، وتنظيم مخيمات لفائدة أسر وأبناء الفنانين والعمل على بلورة كل ما له صبغة اجتماعية للفنان المغربي.

الفنان أحمد الناجي
‘هاذ لاكاراط متشربكش الما..’

بطاقة الفنان … للأسف أصبحت تسلم للفنان ولغير الفنان، إلى درجة أنه أصبح كل من تتكلم معه أو تناقشه، يخرج البطاقة ويقول لك أنا فنان..
البطاقة لا تمكن حاملها من أي امتياز يذكر ، مثلا كأن يدفع فقط نصف ثمن تذكرة القطار، الأسبقية في التشغيل، حق المشاركة في الندوات والمؤتمرات الفنية.
الإشهار والدعاية للفنان حامل البطاقة للترويج لأعماله الفنية في وسائل الإعلام السمعية البصرية العمومية.
إلى حد الآن ليس هناك أي شيء من هذا القبيل، ‘هاذ لاكاراط متشربكش الما..’ نهائيا، كأنها غير موجودة، البطاقة لا يعقل أن تمنح للكل، لابد من لجنة تقيم الأعمال المنجزة ومسار الفنان وكم ناضل وكافح حتى وصل إلى ما وصل إليه.

الفنانة سميرة بناني فاضل

البطاقة اعتراف… ولكن

حصول الفنان على بطاقة مهنية هو اعتراف ، اعتبرها نعمة رغم أنها لاتسمن ولا تغني من جوع، لكن على الأقل هي تحسسك بقيمة معنوية مع نفسك ومع الآخر، يبقى هل تم تفعيلها؟ هل تسلمها فنانون محترفون أو منتسبون؟ ولكن ما معنى الاحتراف أولا؟ وهنا الحديث يطول…

الممثل الصديق مكوار

لوبيات الفساد هم المستفيد الرئيس من عدم تفعيل بطاقة الفنان

بطاقتي انتهت صلاحيتها وهذا شيء غريب، بحيث لا تصبح فنانا بعد مرور ثلاث سنوات، أما عن جدواها فهي لم تضف أي شيء للفنان المغربي، فالتسيب والمحاباة والزبونية، هي الإطار المتحكم في الممارسة الفنية عندنا.
ناهيك عن لوبيات الفساد، المستفيد الرئيسي من عدم تفعيل بطاقة الفنان، لكن إحقاقا للحق، هذه البطاقة مكنت أحد أصدقائنا من تفادي المتابعة بتهمة السكر العلني، بعد أن أشهر بطاقة الفنان في وجه الشرطة. هه.. من قال إنها غير ذات جدوى؟’!
الفنانة فاطمة الزهراء أحرار

تفعيل جدوى بطاقة الفنان على الأرض وليس على الورق

الحديث عن بطاقة الفنان وقانون الفنان يجب أن يوضع في خانة المكتسبات الحقيقية التي نالتها الحركة الفنية المغربية، لكن أن تكون هذه البطاقة ذات أثر حقيقي على حاملها وأن تمنحه الحصانة والمناعة اللازمة لمواجهة يومياته الفنية فهذا هو السؤال الأهم والأساسي الذي من اللازم طرحه.
تفعيل هذه البطاقة هو الخطوة التي لازلنا ننتظرها ونريد لها أن تكون أمر واقع يعود بالإيجاب على الفنان المغربي، أما قضية البطاقة وقانون الفنان فهما من المكتسبات التي ناضل عليها الفنان المغربي في إطاراته النقابية وهيأته وجمعياته المهنية. لذلك لا يجب أن تكون محط نقاش وجدال حول جدواها، بل حول تفعيلها و جعلها أمرا واقعا نعيشه ونمارسه على الأرض وليس على الورق.

عبد الرحيم التونسي (عبد الرؤوف)

والو…والو..’

‘والو…والو..’ حصولي على بطاقة الفنان لم يغير من وضعي المهني، إذ يوم استلمتها، سألت أحمد الصعري آنذاك ، نائب حسن النفالي عن الائتلاف المغربي للثقافة والفنون مستفسرا ‘ماذا سأستفيد من حملي بطاقة الفنان؟ واش فيها دعم؟’ فلم يجبني ‘هل سأحصل على أجر شهري؟’، فلم يجبني، ‘واش غنركب بها في الطوبيس وأشتري بها الخضرا؟’، فضحك الصعري دون أن يعلق على الأمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.