شعلة بريس
بعدما كان برنامج “مقاولتي” يُدغدغ أحلام مئاتٍ من الشباب حَمَلة المشاريع، الذين انخرطوا فيه إبّان انطلاقه قبل ثمانِ سنواتٍ بحماسٍ كبير، صارتْ أحلامُ كثير منهم كوابيسَ تقضّ مضجعهم، بعدما وجدوا أنفسهم على أعتاب أبواب السجون.
فقبْل حواليْ أسبوعيْن تمّ اعتقال أحد الشباب المنخرطين في برنامج مقاولتي بمدينة بنكرير، والتحق به آخر بمدينة أكادير يومَ الخميس الماضي، بعدما عجزا عن تسديد أقساط المبالغ المالية التي اقترضاها من المؤسسات البنكية لإقامة مشاريعهما.
اعتقالُ المُقاوليْن الشابّين دفع بالاتحاد الوطني لجمعيات شباب مقاولتي بالمغرب، الذي يضمّ 32 جمعية، إلى التحرّك، منْ أجلِ حثّ الحكومة على مباشرة إجراءاتٍ لإيجاد حلّ لمشكل الديون العالقة التي تراكمتْ على ذمّة المقاولين الشباب، والتي جعلتهم محلّ متابعات قضائية.
ويَصل عدد شباب “برنامج مقاولتي” المُتابَعين أمام القضاء، بتُهمة عدم أداء ما بذمّتهم من ديون لفائدة الأبناك –حسب الجمعية التي تمثّلهم- إلى 1532 شابّا وشابّة مقاولا، بعدما فشلت المشاريع التي أنشؤوها، ووجدوا أنفسهم وجها لوجهٍ أمام المؤسسات البنكية.
ويتّهم الاتحاد الوطني لجمعيات شباب مقاولتي الحكومة بـ”التخلّي عنهم”، إذْ قالَ رئيس الاتحاد خلال لقاء ضمّ شبابا من المشاركين في برنامج مقاولتي من مختلف مناطق المغرب، انعقد في أكادير إنّ الحكومة “ليستْ لها أيّ إرادة سياسية لحلّ هذا الملف”، وفق تعبيره.
ودفعت المُتابعات القضائية التي طالتْ مئاتٍ من شباب برنامج مقاولتي، واعتقال اثنيْن منهم، الاتحاد الوطني لجمعيات شباب مقاولتي إلى الإعلان عن التحضير لخوض مسيرة ستنطلق من مدينة طانطان نحو العاصمة الرباط، دون تحديد تاريخ لتنفيذها.
وقال بيان صادر عن الاتحاد، إنّ المسيرة الوطنية المُزمع القيامُ بها، ستنتهي باعتصام مفتوح أمام مقرّ وزارة التشغيل بالرباط، “حتّى تُلبَّى جميع مطالبنا”، وفقَ ما ورد في البيان، ويعتبر الاتحاد المسيرة “الحلّ الوحيد للضغط على الحكومة من أجل التحرّك”.
في هذا الصدد قال أحمد الأخصاصي، رئيس جمعية المقاولين الشباب بجهة سوس ماسة درعة، “حان الوقت لتقوم الدولة، باعتبارها راعيةً للبرنامج، للتحرّك بعد الشروع في اعتقال الشباب المقاولين”، وأضاف “لقد وصلنا إلى مرحلة حرجة، وأصبحنا جميعنا مشاريعَ معتقلين في المستقبل”.
من جهته قال علي العرفاوي، رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات شباب مقاولتي-المغرب إنّ الاتحاد وجّه مراسلات إلى رئيس الحكومة، وإلى وزير التشغيل، “لكن لا حياة لمن تُنادي”، وتابع “المشاريع فشلت لغياب المواكبة والمتابعة، ولغياب رغبة المصارف في الانخراط في البرنامج”.
وأضاف المتحدّث أنّ كثيرا من الشباب المستفيدين من برنامج مقاولتي يتخبّطون، فضلا عن الدعاوى القضائية المرفوعة ضدّهم، في مشاكل اجتماعية جمّة، مثل وقوع حالات طلاق، عدّدها في أربعٍ، بكل من البيضاء ومراكش وأكادير، ومحاولتيْ انتحار بالعيون، وحالتيْ خلل عقلي بكلميم وخريبكة.
وسيكون مطْلبا إطلاق سراح الشابّين المعتقليْن بكلّ من أكادير وبنكرير، فضلا عن مطالبة الحكومة بالتدخّل لإيجاد حلّ للدعاوى القضائية المرفوعة من طرف الأبناك ضدّ شباب مقاولتي، أبرزَ مطلبيْن سيرفعهما المشاركون في المسيرة المرتقبة، والتي قال أعضاء الاتحاد إنّ اختيار مدينة طانطان لانطلاقها يأتي بهدف إكسابها بُعْدا إعلاميا دوليّا.
هسبريس – محمد الراجي