تصفح جريدة شعلة

24 ساعة

الرئيسية » اراء و اقلام » “شيوخ السياسة: وجوه قديمة بأفكار بالية في زمن التغيير”.

“شيوخ السياسة: وجوه قديمة بأفكار بالية في زمن التغيير”.

شعلة

في المشهد السياسي، تبرز ظاهرة شخصيات دخلت الساحة في زمن الخيارات المحدودة، واستمرت لعقود تردد خطاباتها القديمة دون أدنى تجديد. هؤلاء السياسيون، الذين عجزوا عن مواكبة التحولات الكبرى، أصبحوا مثالًا للجمود الفكري والانفصال عن متطلبات العصر. ورغم التغيرات الجذرية التي يشهدها العالم، لا يزالون عالقين في الماضي، يكررون نفس الأفكار التي باتت مجرد شعارات جوفاء بلا تأثير.

رغم إخفاقهم المتكرر في تمثيل السكان والدفاع عن قضاياهم، يتشبثون بالمناصب بإصرار غريب، بحثًا عن امتيازات شخصية وضمانًا لمستقبل أبنائهم . لم يدركوا أنهم أصبحوا مادة للسخرية بين الأجيال الشابة، إذ يرددون خطابات عفا عليها الزمن ولم يحملوا يومًا أي جديد أو رؤية تلبي طموحات المستقبل.

لم يكتفِ هؤلاء الشيوخ بفشلهم، بل حوّلوا فروع الأحزاب التي يمثلونها إلى دكاكين سياسية، لا يسكنها سوى أفراد عائلاتهم والمقربين منهم، مما حوّلوا العمل السياسي إلى مجرد وسيلة لتعزيز مصالحهم الشخصية وإقصاء الكفاءات الشابة القادرة على إحداث التغيير الحقيقي.

وفي ظل التحولات التكنولوجية والاجتماعية المتسارعة، بات من الواضح أن السياسة اليوم تتطلب وجوهًا جديدة تمتلك الكفاءة والمرونة الفكرية لفهم تعقيدات العصر. قادة قادرون على استثمار التكنولوجيا وابتكار حلول تعكس التحديات الواقعية. أما هؤلاء الشيوخ، فالأجدر بهم أن يتخلوا عن تلك الكراسي التي عفا عليها الزمن، ويقضوا ما تبقى من عمرهم في أمور تتناسب مع مرحلتهم العمرية، مثل لعب” الضامة” مع المتقاعدين أو الاستمتاع بهوايات بسيطة بعيدًا عن مراكز القرار التي لم يعودوا يناسبونها.

استمرارهم في المشهد السياسي، بدلًا من إفساح المجال لجيل جديد أكثر كفاءة ووعيًا، لم يعد يمثل عقبة أمام تقدم المجتمعات فقط، بل تحول إلى مشهد عبثي يتكرر على حساب تطلعات الشعوب نحو مستقبل أفضل.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.