في حضرة صاحبة الجلالة:من التكوين الى التنزيل المتين.
8 نوفمبر، 2014
شعلة بريس
خالد كب
شكل التكوين قطبا حضاريا شامخا ، ومعلمة متميزة ، لما يفتحه من آفاق واعدة ، ومسارات جد متطورة ، وفق برنامج بيداغوجي رصين ،يمس مختلف الاعمار والاجناس ،لما يساهم في الرفع من منسوب قدرات الصحفيين والاعلاميين ، والرفع من صبيب كفاءاتهم وتطوير كفاياتهم قصد اقدارهم على مواكبة مختلف التطورات التي تعرفها صاحبة الجلالة ،وان يتمكنوا من توسيع زاد عدتهم البيداغوجية ، والتمكن من أدوات الاشتغال الميداني ، مع الاحتماء بالنص القانوني ،فلم يعد مقبولا الولوج الى ميدان الصحافة من أي كان ،خاوي الوفاض ،غير ملم بلغة الضاد أو غيرها ،غير مالك لزاد ولا ذخير ة ولاعتاد .
فالصحفي بندقيته القام الثاقب ورصاصته الكلمة النافذة ،وديدنه المعلومة ااموثقة ،والحجج المنسقة، والافكار المتسقة ،فهو كابرة الميزان ،حريص عاى توازن كفتيه ،ماسك بزمام دفتيه ،لايتوانى عن قول الحق ولو على نفسه ،بل قد يؤدي ثمن وضريبة البوح بالحقيقة من حريته.
فهو بين مطرقة الايذاء وسندان الاغراء، وبين سكين الابداع وشوكة الامتاع .
فهو كالقابض على الجمر ،ليله كنهاره ،يسعى دائما الى اثارة جوانب الظل في مختلف القضايا والموضوعات ،قصد تسليط الضوء عليها وانارة الجوانب الخفية منها ،واذا كان هذا دور الصحفي من باب الحق ،فهو مطالب من باب الواجب بتحري الموضوعية والابتعاد عن الاهواء الذاتية وتصفية الحسابات الشخصية ، والابتعاد قدر المستطاع عن ثالوث (الغنيمة والقبيلة والعقيدة )حسب تعبير المرحوم عابد الجابري .
واذاكان الامر كذلك ،فلاشك ان مهنة المتاعب ،ليست سبيلا مفروشا بالزرابي المبثوتة والنمارق المصفوفة ، ولاطريقا مسجى بالحرير الناعم،
ولاشبيها باودية من عسل وانهار من حليب ،سائغ لذة للشاربين ،بل هو طريق محفوف بالمخاطر كحقل الالغام ،كلما تفاديت الكثير منها ،هناك احتمالية واردة ،ان تسقط في احداها ،وان تتلقى غدر الضربات من تحت الحزام ،من الصديق قبل الغريب ،ومن القريب قبل البعيد.
اذن هي طريق وعرة المسالك ، تتداخل فيها الخطوط الحمرا ء بالخضراء ،والمسموح بها والممنوعة من الصرف ، والمفروضة والمسنونة ،وتتطلب تظافر كل جهود الفاعلين في القطاع ،حتى لايتم السقوط في فخ ” أكلت يوم أكل الثور الابيض” .
فالكل كالجسد الواحد ،اذا اشتكى منه عضو ،تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
وعلى سبيل الختم ،ففي ميدان الصحافة يتم طرح السؤال التالي:
كيف حال الصحافة اليوم ؟ فيكون الجواب : الحمد لله ، ويتم نسيان ،عاى أننا نقول الحمد لله في السراء والضراء.
في حضرة صاحبة الجلالة:من التكوين الى التنزيل المتين. 2014-11-08