
ندوة علمية بإقامة الطالبة بمراكش تستحضر محطة 7 أبريل 1947 كمرحلة مفصلية في مسار الكفاح من أجل الاستقلال
شعلة– سعاد المدراع
نظمت جمعية إقامة الطالبة القروية بمراكش، مساء اليوم الخميس 24أبريل2025، ندوة علمية حول موضوع “اللحظات التاريخية للعرش والشعب في مسار تحقيق الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية والترابية – محطة السابع من أبريل 1947 بالدار البيضاء”، وذلك في إطار تخليد الذكرى الـ78 لأحداث 7 أبريل.
وأقيمت الندوة، التي احتضنها فضاء المؤسسة بحي أمرشيش، بشراكة مع جمعية مساعدة الأطفال والنساء المتعايشين مع داء فقدان المناعة المكتسبة، وكلوب د فويس وشهدت مشاركة نخبة من الأساتذة والمهتمين بالشأن التاريخي والتربوي، إلى جانب أطر المؤسسة وعدد من الطالبات.
واستهل هذا اللقاء الوطني بتحية وطنية عبر أداء النشيد الوطني، أعقبتها تلاوة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء الكفاح الوطني، في أجواء طبعتها روح الوطنية والوفاء لرموز المقاومة والتحرير.
وأكدت رئيسة الجمعية، فتيحة سفير، في كلمة افتتاحية بالمناسبة، أن تنظيم هذه الندوة يندرج ضمن الجهود الرامية إلى ترسيخ الذاكرة التاريخية الوطنية في أوساط الناشئة، وتسليط الضوء على محطات نضالية بارزة طبعت مسار المغرب نحو الاستقلال، .
وتناولت الندوة، من خلال مداخلات علمية، السياق التاريخي والسياسي والاجتماعي لهذه المحطة، حيث سلط الأستاذ عبد الخالق الحاجي، أستاذ مادة التاريخ بالثانوي التأهيلي، الضوء على دلالات هذه المرحلة المشرقة، مستحضرا الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة المغفور له الملك محمد الخامس إلى طنجة يوم 9 أبريل 1947، والتي شكلت لحظة قوية في تأكيد تشبث المغرب، ملكًا وشعبًا، بحريته ووحدته الترابية وهويته الوطنية، ورفضه المطلق لأي شكل من أشكال الخضوع أو المساومة مع سلطات الحماية الفرنسية.
وأوضح الأستاذ الحاجي أن مواقف الملك الوطنية عقب هذه الزيارة دفعت بالسلطات الاستعمارية إلى تكثيف ضغوطها والتخطيط لنفي الملك، وهو ما أدى إلى اندلاع ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 1953، التي جسدت أسمى معاني التضحية من أجل الوطن.
من جهتها، استعرضت الأستاذة لبنى زبير، أستاذة التعليم الثانوي التأهيلي، أربعة محاور رئيسية تجسد التحام العرش والشعب، ويتعلق الأمر بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وخطاب طنجة لسنة 1947، وثورة الملك والشعب سنة 1953، ثم المسيرة الخضراء سنة 1975، مبرزة ما تحمله هذه المحطات من دلالات عميقة في مسار تحقيق السيادة الوطنية.
وقد تميزت الجلسة، التي أدارها الإعلامي عبد الرزاق أمدجار، بعرض شريط مصور أعدته أطر اقامة الطالبة يوثق للحظات بارزة من هذه المرحلة التاريخية.
وشدد المتدخلون، خلال الندوة، على أن الاحتفال بهذه الذكرى يشكل مناسبة لاستحضار قيم الوطنية والوفاء لرموز المقاومة والتحرير، وفرصة لدعوة الأجيال الصاعدة إلى التشبث بالثوابت الوطنية والانخراط الفاعل في مسار التنمية الذي تشهده المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
وكان من المقرر تقديم شهادة حية من أحد قدماء المقاومين، غير أن ظروفه الصحية حالت دون حضوره، ليتم بالمناسبة تكريمه، عرفانا بما قدمه من تضحيات في سبيل الوطن.
وفي ختام هذه الندوة، تم رفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تلتها إحدى طالبات المؤسسة.
وتندرج هذه الندوة في إطار الأنشطة الهادفة إلى ترسيخ قيم الوطنية والاعتزاز بالهوية التاريخية المغربية، وتعزيز الوعي الجماعي بأهمية صون الذاكرة الوطنية.