تصفح جريدة شعلة

الرئيسية » اراء و اقلام » هل يعيد الذكاء الاصطناعي الرقمنة والبناء الافتراضي للمعالم التاريخية؟

هل يعيد الذكاء الاصطناعي الرقمنة والبناء الافتراضي للمعالم التاريخية؟

شعلة : الجيلالي لكتاتي
تتعرض المعالم التاريخية مع مرور الزمن للاختفاء الكلي أو الجزئي جراء عوامل مختلفة، اليوم وفي ظل الثورة الصناعية الرابعة التي أفرزت مجموعة من التقنيات الحديثة كأنترنيت الأشياء والبيانات الضخمة والطباعة الثلاثية الأبعاد وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز والحوسبة السحابية والروبوتات وكذلك الذكاء الاصطناعي الذي يعتبر أبرز معالمها، أصبح بالإمكان إعادة البناء الافتراضي للمعالم التاريخية بفضل جل التقنيات السالفة الذكر.
يعتبر الذكاء الاصطناعي واحد من أهم فروع علوم الحاسوب ويهتم بتطوير أنظمة وبرمجيات قادرة على أداء المهام التي تتطلب ذكاء بشري، مثل التعلم واتخاذ القرارات وحل المشكلات مما سيتيح للتكنولوجيا القدرة على التعلم والتدرب ومحاكات الذكاء البشري او عمل المخ البشر.
ويتجلى الذكاء الاصطناعي في الروبوتات، وتقنيات تحليل النصوص واللغات الطبيعية، تقنيات التعرف على الوجوه والصور والاشياء، تقنيات توليد النصوص وغيرها.
كيف سيساهم هذا الزخم التكنولوجي في الرقمنة والبناء الافتراضي للمعالم التاريخية؟

يأتي في مقدمة المجالات التي تساهم بقوة في رقمنة وبناء التاريخ افتراضيا تقنيات تحليل البيانات الضخمة والمعقدة التي تندرج ضمن هندسة وعلم البيانات والتي تساعد في فهم العلاقات بين الأحداث وتحليلها بطريقة عميقة عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي المبنية على الشبكات العصبونية الاصطناعية، التي تساهم أيضا في التنبؤ بالتحديات المستقبلية التي قد تواجه المعالم التاريخية من أجل اتخاذ إجراءات وقائية حولها، والأكثر من ذلك، خوارزميات الذكاء الاصطناعي العميقة اليوم لها القدرة الفائقة على تحليل المستندات والمخطوطات وتحسين جودة الصور وتحويلها الى عدة ابعاد وكذلك تحويل الوثائق المكتوبة بخط اليد إلى رقمية وتحليل وقراءة الصور التاريخية وتحليلها لاستخراج المعلومات القيمة منها، وكذلك تتبع التغييرات التي طرأت عليها عبر الزمن والتعليق عليها ايضا. والأكثر من ذلك يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم خوارزميات متطورة في البناء الافتراضي للمعالم التاريخية وإعادة بناء المواقع التاريخية المتضررة جزئيا او كليا وحفظها للأجيال التي لم تشاهدها او تعاصرها.
كما ساهم الذكاء الاصطناعي في مجال تقنيات السحابة أو الحوسبة السحابية في مرونة مركزة البيانات التاريخية وتخزينها ومشاركتها بشكل فعال مما سهل الوصول إليها وتبادلها بين الباحثين والمهتمين.
ومن التقنيات المتطورة أيضا ضمن الثورة الصناعية الرابعة والتي غزاها الذكاء الاصطناعي وجعلها أكثر إثارة هي تقنيات الواقع الافتراضي والتي ساهمت في صنع مشاهد افتراضية للمواقع التاريخية تجعلك تعيش في هذه المعالم وتتجول بها عبر نظارات ثلاثية الابعاد، بل والأكثر من ذلك يوجد اليوم مدن افتراضية يمكنك زيارتها والتجول بها افتراضيا في مكانك دون السفر اليها فقط بفضل تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، مما سيساهم لا محالة في المستقبل في بناء عالم تلاثي الأبعاد يكون الولوج له عبر النظارات الثلاثية الأبعاد وتصبح المعالم التاريخية افتراضية كليا، يتم الحفاض عليها رقميا وزيارتها رقميا والتعرف عليها افتراضيا، وبالتالي حفظها للأجيال القادمة والحيلولة دون اختفائها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.