تصفح جريدة شعلة

الرئيسية » اراء و اقلام » حمى ولاد لحرام

حمى ولاد لحرام

شعلة بريس

بقلم عاطف رقيبة

ما إن انزويت في غرفتي مساء الأمس تاركا مجلس العائلة حتى غاص تفكيري في متاهات الحياة و في يوم حافل بالمواقف والوجوه و الشد والجذب بين الخير والشر ، لم أقدر على مقاومة النوم الذي قيل عنه سلطان جبار . فتراءى لي حلم غريب و كأني أعتلي منبر الخطابة و أمامي رهط من الغوغاء ثلاثة و رابعهم كلبهم أو خمسة وسادسهم طبعا كلبهم .  اخدت عصا الإمامة  و ضربت بها ارضية المنبر ليستفيق الرهط من سباتهم و بدون لاقط الصوت بدأت :

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات ، الحمد لله الذي علم العثرات ، فسترها على أهلها وانزل الرحمات ، ثم غفرها لهم ومحا السيئات ، فله الحمد ملئ خزائن البركات ، وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات ، وله الحمد ماتعاقبت الخطوات ، وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات ، وعدد ذرات الهواء في الأرض والسماوات ، وعدد الحركات والسكنات ، وله الحمد بان خلقنا رجال من صلب رجال وليس من عقول العصافير وأجسام البغال .

أبناء السفاح المحترمين …. أبناء الكلاب مع اعتذاري لهذا الحيوان الأليف الوفي … أبناء نخاسة القوادين الديوثيين الأجلاء … أبناء المهابة والتميز والانبطاح ….سليلو السماسرة والعريفات المحصنات بمقالب الخيانة والعمالة والارتزاق … حفدة العملاء الجبناء بائعي مدينة و إقليم ووطن لم يرتق بعد لكي توضع له حدودا .

سننقش على صخور وزرن قصصا لأبنائنا و أبنائكم تعلوها أسماء أسيادكم الطاهرين الذين حركهم حب النضال والرقي بهذا الوطن وحده مجردا عكس ما أنتم عليه تتهافتون… وان أطال الله في عمرنا سنحكي في الحارات و لقاءات المقاهي و في لمة الأصدقاء و الأقرباء و الغرباء عن من ضحى وعمل بإيمان في سبيل هدف سامي وتوارى عن الأضواء وشغلت أهدافه النبيلة الناس و نفد بنودها بإصرار وضجة هادئة … أما أنتم يا ناهبي الإنسان والأرض والعرض مزيدا من مراكمة الثروات ونهب المال العام … نهيب بكم إبداع آليات أخرى تختلس كرامتنا أما كرامتكم فعلى خطى مبادئكم قننتموها للبيع لمن يدفع تحت الطلب.

يا من تفهمون في السياسة والرياضة والإعلام و الموسيقى و زيت عباد الشمس و الثقافة و الفن والفكر… نوشحكم بوسام الخبث من درجة رويبدة متوسط الحجم في مدينة لا تقيم حجما لمن يستحق .

وهنيئا لكم بتجييش أصحاب الرغيف لمحاربة الشرفاء ، وقد صدق من عرفوكم و عرفوا بكم من بعد غدركم لهم ،  عندما نهونا عن مجالستكم و محادثكم و حتى السلام عليكم لان الخبث فيكم أصيل و الكرم فيكم دخيل

و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، و الحمد لله الذي أرسل لنا الخبث لينجينا من الشر.

و تفضلوا بقبول فائق عبارات الازدراء و الاحتقار

استفقت من حلمي هذا وأنا أتصبب عرقا فهاتفت احد شيوخ  المدينة استفسره عن ماهية الحلم فقال لي : إنها حمى أولاد لحرام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.