تصفح جريدة شعلة

الرئيسية » أخبار وطنية » محمد الغلوسي : كل المؤشرات ان التعامل التكتيكي مع دستور 2011 وحراك عشرين فبراير من طرف الدولة استنفد أدواره

محمد الغلوسي : كل المؤشرات ان التعامل التكتيكي مع دستور 2011 وحراك عشرين فبراير من طرف الدولة استنفد أدواره

شعلة

تؤكد كل المؤشرات ان التعامل التكتيكي مع دستور 2011 وحراك عشرين فبراير من طرف الدولة استنفد أدواره وبدا جليا ان عمق المشكلة في بلادنا لم يتم تجاوزه ،يتعلق الأمر بالديمقراطية التي يشكل فصل السلط أحد مرتكزاتها الرئيسية ،و هي قضية جوهرية لايمكن الإلتفاف حولها بالوعود و الإعلان عن مشاريع ضخمة تموت قبل ولادتها ،هناك من يحاول أن يختزل مشاكل المغرب و المغاربة في تعثر المشاريع التنموية ،و إذا كان ذلك يشكل جزاء يسيرا و هشا من الحقيقة ،فإن الأمر ليس بهذه البساطة ذلك ان المشكل الرئيسي في عجز كل المبادرات المعلن عنها و التي تخصص لها مبالغ مالية ضخمة عن سد الخصاص الفظيع على المستوى التنموي يعود بالدرجة الأولى الى استهداف الفعل السياسي المبادر و المستقل عن التحكم و السلطوية و اعتبار الأحزاب و الإنتخابات مجرد فلكلور لتزيين و تلميع واجهة الإستبداد مع ما يستتبع ذلك من مواجهة ومقاومة لخيار المجتمع و طموحه لبناء دولة المؤسسات ،كما أن إشاعة الفساد و الرشوة و الريع و نظام الإمتيازات والإفلات من العقاب يجعل كل النوايا و المبادرات الإيجابية مجرد أرقام على الأوراق الرسمية ،

يجري اليوم في ظل إحتقان اجتماعي غير مسبوق البحث عن وصفة أخرى لتأخير أي تحول ديموقراطي و محاولة إطفاء لهيب الإحساس العام بالحكرة و الظلم و امتهان الكرامة ، و هي وصفة سنسمع عنها الشيء الكثير قريبا و سيتبعها سيل من التحليلات و الدعاية ،و سيتجهد دهاقنة السلطة و الإستبداد و المستفيدين من الريع و الفساد ليقنعوا الناس بأن ما يحدث ثورة غير مسبوقة و من يقول بغير ذلك فهو ليس منا و يخدم اجندات الخصوم و الأعداء!!
محمد الغلوسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.