
محب التهامي : المملكة المغربية عبرت دوما على تشبتها بعمقها الإفريقي باعتباره خيارا لا رجعة فيه
شعلة
شارك مولاي محب التهامي نائب رئيس جهة مراكش – أسفي بعرض قيم خلال افتتاح فعاليات المنتدى الدولي للصحافة و الإعلام بالرحامنة في نسخته الثانية المنظم من طرف جمعية الصحافة والاعلام الإلكتروني بالرحامنة و ذلك أيام 14-15-16 يوليوز 2017 بقاعة الندوات بحي مولاي رشيد بالحاضرة القوسفاطية بإبن جرير و الذي كان شعاره هذه السنة” من أجل تجسيد الرؤية الملكية القائمة على إعادة الثقة لافريقيا” .
مولاي محب التهامي أعرب عن سعاته بلقائه بالمشاركين في أشغال النسخة الثانية من المنتدى الدولي للصحافة و الإعلام المنظمة من طرف جمعية الصحافة و الإعلام الالكتروني بإقليم الرحامنة و أعرب بإسم رئيس و و أعضاء المجلس الجهوي لجهة مراكش – أسفي عن اعتزازه بإنعقاد هذا المنتدى بهذه المدينة السعيدة الصاعدة –مدينة ابن جرير – التي صارت فضاء للقاءات و محورا للتواصل المثمر ،كما أشاد لحسن اخيار المنظمين لموضوع النسخة الثانية للمنتدى الذي هو ” تجسيد الرؤية الملكية القائمة على اعادة الثقة لافريقيا ” كما أشاد أيضا بمكانة الشخصيات المرجعية التي ستقوم بتنشيط مختلف محاورها و بنوعية الفعاليات و النخب المشاركة في أشغالها خصوصا من فعاليات الأعلام و الصحافة ،و التي وجدها مناسبة سانحة لاستحضار المسؤولية الملقاة على الجماعات الترابية على كافة مستوياتها من جماعات محلية و اقليمية و جهوية و غرف مهنية و دورها في تعزيز التعاون اللامركزي جنوب جنوب الذي صار تطلعا مشروعا و ضرورة استراتيجية على الجميع المساهمة في تجسيدها .
و أضاف ممثل جهة مراكش أسفي في هذا المحفل الإفريقي أن المملكة المغربية عبرت دوما على تشبتها بعمقها الإفريقي باعتباره خيارا لا رجعة فيه و حرصت على تعميق أواصر التعاون الإستراتيجي المتعدد الأبعاد مع الدول الإفريقية ، وفق رؤية استشرافية تقوم على الإيمان المطلق بقدرة القارة الإفريقية على تقديم بدائل تنموية انطلاقا من إمكانياتها الذاتية ، و ذلك عن طريق الإستثمار الأمثل بمبدأ التكامل الهادف الى تحقيق مداخل الإندماج التنموي في إطار التعاون جنوب جنوب ،كما شمل العمل البركماتي و الزيارات الميدانية الناجحة بكل المقاييس التي قام بها جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده الى العديد من البلدان الإفريقية تحولا مفصليا لتعزيز هذه الرؤيا الإستراتيجية أساسها تقاسم الخبرات و وسائل تحويل الإمكانيات الى ثروات للنهوض بالتنمية البشرية و التنمية المستدامة لشعوب القارة لما تتوفر عليه من أكبر احتياطي من الموارد الطبيعية و كفاءات بشرية هائلة و سوق نامية تضم 2،1مليار مستهلك و أن تعاون جنوب جنوب يستند الى ثقافة التقاسم و التضامن و يسعى الإستغلال الأمثل لتكاملات البلدان الإفريقية و لفرص استثمارها المتعددة الأبعاد ليس فقط الفلاحة ،الصناعة ،الطاقة ،الخدمات البنكية ،التأمينات و النقل و اللوجستيك ، بل أيضا الفرص ذات الأبعاد الإجتماعية ،البيئية ،الثقافية الأمنية و الروحية و أن تعاون جنوب جنوب مربح ، صارت المملكة المغربية تلعب فيه دورا طلائعيا لنمو بلدان القارة الإفريقية ، انطلاقا من مفاتيحه الرئيسية و التي تطرح تحديات متنامية مرتبطة بالحكامة و تنمية الرأسمال البشري و توفير مناخ الأعمال و التعاون الإقليمي .
المهندس محب خاطب الحاضرين قائلا : و كما تعلمون تعرف المملكة تحولات و إصلاحات دستورية كبرى تركز الخيار الديمقراطي الدستوري ،في مقدمتها دسترة الجهوية المتقدمة ، التي تسعى الى إقرار تنظيم ترابي يرسخ مكانة الجماعات الترابية كشريك استراتيجي بجانب الدولة و المجتمع المدني و القطاع الخاص في قضايا التنمية.
جهوية متقدمة كرسها دستور المملكة لسنة 2011 كإطار ملائم لبلورة استراتيجية بديلة لتحقيق تنمية سوسيو-اقتصادية متوازنة من خلال الإستثمار الأمثل للمؤهلات و الموارد الذاتية للجهة.
جهوية متقدمة لمواجهة تحديات الجماعات الترابية ، و التي يرتبط جزء كبير منها بالإرتقاء بدورها ليس كفاعل تنموي فقط لكن أيضا كفاعل في مجال الديبلوماسية الموازية كما جاء في الرسالة الملكية السامية الموجهة الى المشاركين في أشغال المؤتمر العالمي الرابع للمدن و الحكومات المحلية المتحدة المنعقد بمدينة الرباط من 01 الى 04 اكتوبر 2013 ” و إن ما تتميز به الجماعات الترابية من هامش واسع للتحرك ، سيساعدها دون شك ،على القيام بهذا الدور الهام ، على الوجه المطلوب ، خاصة من خلال من خلال إعمال آلية التسويق الترابي لمجالاتها و مؤهلاتها ،و تسخير ما تتوفر ما تتوفر عليه من قنوات في مجال الديبلوماسية الموازية ، من أجل التقريب بين الدول و توطيد و شاءج الأخوة و التضامن بين الشعوب ، و نسج علاقات التعاون اللامركزي بين النخب المحلية و الجهوية و العالمية ” انتهى كلام صاحب الجلالة.
و تماشيا مع دورها كمنشط و محفز للمنظومات التشاركية الداعمة للديبلوماسية الموازية ، واكبت جهة مراكش اسفي إحداث المركز الجهوي للديبلوماسية الموازية و التعاون اللامركزي الدولي للإستثمار الأمثل في مؤهلات القناصلة الشرفيين ، خاصة بالبلدان الإفريقية .
جهات بدول إفريقيا الغربية لتقوية قدرات المنتخبين و الموظفين الترابيين و تنظيم لقاءات دراسية حول القيادة الترابية و إعداد المجال و برنامج العمل الترابي للإطلاع على التجربة المغربية في اللامركزية و التدبير الجماعي.
و نظرا للطلب المتزايد على دار المنتخب من أجل الإستفادة من خدماتها في تأطير الجهات الإفريقية و المعبر عنه من طرف عدة مؤسسات و هيئات دولية و إفريقية ،خاصة الجمعية الدولية للجهات الفرانكفونية و الإتحاد الدولي للحكومات المحلية فرع إفريقيا و المؤسسة الديبلوماسية بالمغرب ، ينتظر أن تعرض على مجلس الجهة مشاريع اتفاقيات للمصادقة عليها ، يتم بموجبها تنمية قدرات المنتخبين و الموظفين الترابيين لجهات أخرى بقارتنا الإفريقية .
و تجدر الإشارة كذلك الى مؤسسة كونراد إدنوار الألمانية قد حصلت على موافقة البرلمان الألماني لتدعيم دار المنتخب للجهة في إطار مشروع يهدف الى وضع ميكانيزمات ترابية بأقاليم الجهة للتوجيه المهني و المساعدة على الإدماج لفائدة المهاجرين الأفارقة المقيمين في وضعية قانونية بالجهة.
و في أفق تمكين دار المنتخب من لعب دورها في إطار الإستراتيجية الوطنية لإدماج البلدان الإفريقية في نطاق التنمية المستدامة القارية التي يؤسس لها المغرب كدولة رائدة في الإتحاد الإفريقي ،ستنظم مناظرة الجهات الإفريقية خلال شهر نونبر 2017 بجهة مراكش اسفي التي سوف تستضيف الفاعلين الحكوميين و الترابيين ة المؤسساتيين ،حيث سينبثق عنها ميثاق تأسيس أكاديمية الجهات الإفريقية للحكامة و اللامركزية ستحتضنها دار المنتخب لجهة مراكش اسفي .
كما لا يجادل أحد في الدور المتنامي للجماعات الترابية في بناء مصير قارتنا الإفريقية ، عبر تفعيل آليات الديمقراطية و الحكامة المحلية ببلدانها وفق البيانات الختامية لأشغال مختلف ملتقيات فرع افريقيا لمنظمة المدن و الحكومات المحلية .
كما نؤمن بدو الإعلام و الصحافة في تعزيز قنوات الديبلوماسية الترابية و الاقتصادية و الثقافية في إطار التعاون اللامركزي ،خاصة دول جنوب جنوب .
و من حقنا جميعا أن تعقد آمالا عريضة على الدور التي تقوم به الجهة عبر دار المنتخب في هذا الشأن .
و بناء عليه ،نأمل أن تنبثق عن أشغال هذه النسخة من المنتدى توصيات من شأنها الإسهام في تعزيز العلاقة محليا بين الجماعات الترابية و الفاعلين في المشهد الصحافي و الإعلامي ، و بالتالي تنمية آليات الديبلوماسية الموازية جنوب جنوب لجني ثمار الشراكة الإستراتيجدية النغربية الإفريقية ،و هو جزء من ما يروم الى مسعاه جلالة الملك محمد السادس نصره الله.