تصفح جريدة شعلة

24 ساعة

الرئيسية » إفتتاحية » “إبن جرير ” مدينتي ،لها رب يحميها و رجال عاهدوا ما أخلفوا وعدهم لحمايتها .

“إبن جرير ” مدينتي ،لها رب يحميها و رجال عاهدوا ما أخلفوا وعدهم لحمايتها .

شعلة :بقلم محمد حمدي ،مدير نشر الجريدة

“ابن جرير ” مدينتي الشامخة التي صارت تحصد  الألقاب الواحد تلو الأخر ،حيث و بعد أن كانت مجرد لوحة كتبت على بابها من جهة مراكش “مدينة المستقبل” ،أصبحت الآن تنعت بمدينة الفكر و المدينة الخضراء و المدينة الذكية و صارت تنعت بالعالمية …،حيث و الى وقت قريب و بالضبط سنة 2007 كانت مجرد دوار كبير”شاعل فيه الضو” ينخره الفساد و العشوائية ، تتحكم في دواليبه أشخاص معدودين على رؤوس الأصابع ،لا رأي لأي كان من أولاد الشعب .

“ابن جرير” مدينتي التي كانت مهمشة ،منسية ،مغضوب عليها ، وهي صفات كلها كانت كافية لتجعل منها أرضية خصبة للوبيات الفساد الانتخابي الذين جتموا على صدرها أكثر من خمسين سنة أي مند الإستقلال ، تم اقتلاعهم الواحد تلو الآخر سنة 2007 من جدورهم ،كما تقتلع الضرسة من جدورها أي بالكلاب مع “ضم الكاف” مثل ما سماها عالي الهمة آنداك ،حين شرع في هذا التغيير و هذا الإنتقال ، الذي بموجبه ، أخرج المدينة  من الظلمة الى النور ،من دوار الى مدينة ،من بيئة يسودها قانون الغاب الى حضيرة يملؤها العدل و الأمن من لاشيء الى كل شيء ، بل خلصها من قبضة الفساد.

“ابن جرير ” مدينتي  التي كان مجلسها المنتخب يقتصر فقط على ولد فلان و إبن علان ،صار اليوم  مؤسسة مكتملة الأركان، الكلمة فيه للصغير مثل الكبير ،صار الكل فيها يعطي رأيه في التغيير ،دخلها الأستاذ و المهندس و الموظف كما دخلها البناء و الحلاق و البائع المتجول ،مؤسسة ساهمت في تكوين مجتمعها المدني من لاشيء الى قطب من أقطاب التنمية و التغيير له الكلمة في التنمية و الفكر و البيئة و الثقافة و غيرها….

” ابن جرير” مدينتي، التي صارت تحتضن أكبر جامعة في أفريقيا ،انبعثت سنة 2007 من رمادها نارا حارقة، اكتوى بها أعداء التغيير و بالضبط مع قدوم لائحة الكرامة و المواطنة ،و هي اليوم ورشا مفتوحا على مصراعيه ترى فيه المشاريع التنموية النور يوم بعد يوم ،فبعد الجامعة التقنية و مركز الطاقة الخضراء و ثانوية التميز و منطقة الصناعات الغدائية و مراكز التكوين و مشاريع اخرى، تستعد الآن  لاستقبال المستشفى الجامعي و النواة الجامعية و مشاريع  أخرى لا حصر لها بالمدينة الخضراء محمد السادس.

مدينتي و بالرغم من الضربات تحت الحزام  التي تتلقاها  ليل نهار من طرف بقايا رموز الفساد ،و بالرغم من المؤامرات التي تحاك ضدها ، أظهرت على أنها محصنة لها رب يحميها و لها رجال عاهدوا ما أخلفوا وعودهم من أجل حمايتها من الشياطين الذين قد يعتقدهم البعض ملائكة ،يتحينون الفرصة المناسبة للإنقضاض عليها ،و إرجاعها الى سابق عهدها.

قد يتفق معي أي احد و قد يختلف معي الآخرين ،لكن لا يمكن لأحد أن يغير رؤيتي للمدينة التي عشت فيها قبل و بعد 2007 ،عشت فيها ايام كان المواطن يضرب على قفاه بالجماعة ،و أعيش فيها الآن حيث اصبح الكل يزبد و يرغد و يتكلم عاليا بكل حرية ،عشت فيها حين كانت سيارة واحدة لأمن الوطني لا تخرج من شارع محمد الخامس و انا اليوم أعيش فيها  و الامن في كل مكان،عشت فيها ايام الجفاف الثقافي و أعيش فيها اليوم و من قبل في زمن اوثار الربيع الثقافي و ليالي السماع و المديح و الآن مع  روابط الرحامنة و مهرجان السينما و ملتقيات اخرى للصحافة و الصحة و المسرح و البيئة و غيرها..،عشت فيها ايام كان لها شارع واحد و انا أعيش فيها اليوم و هي  كلها شوارع  و مساحات خضراء و نافورات و غيرها…،عشت فيها ايام كان فيها فريق شباب إبن جرير لكرة القدم في الاقسام السفلى بدون منخرطين ، له جموعات عامة صورية تعقد بالضيعات و  المنازل و اليوم أعيش  بها و الفريق له منخرطين و  يقارع كبار الفرق بالمغرب ،كالمغرب الفاسي و رجاء بني ملال و النادي القنيطري و اللائحة طويلة …،عشت و عشت و عشت و اللائحة طويلة….

و من أجل هذا كله فلا أنا و لا غيري يقبل بأن ترجع المدينة الى الوراء ، و من يعتقد ان التاريخ ينسى فهو واهم ،عايش في دار عفلون،و ينصت لغرارين عويشة  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.