تصفح جريدة شعلة

24 ساعة

الرئيسية » اراء و اقلام » المغرب يحتضن التقدم و الجزائر تتشبت بالوهم

المغرب يحتضن التقدم و الجزائر تتشبت بالوهم

شعلة

يعيش المغرب والجزائر واقعين سياسيين واقتصاديين متباينين، حيث يقود الملك محمد السادس المغرب نحو التنمية والاستقرار، بينما تعاني الجزائر تحت حكم عبد المجيد تبون من أزمات متلاحقة جعلت البلاد تغرق في العزلة والتخبط. وبينما يحقق المغرب نجاحات متواصلة على مختلف الأصعدة، تجد الجزائر نفسها رهينة لسياسات فاشلة تكرس التراجع بدل التقدم.

منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش سنة 1999، انطلق المغرب في تنفيذ مشاريع استراتيجية ضخمة عززت مكانته كقوة اقتصادية صاعدة. ميناء طنجة المتوسط أصبح من بين أهم الموانئ في العالم، فيما شكل القطار فائق السرعة “البراق” ثورة في مجال النقل الإفريقي. كما تم تعزيز البنية التحتية بشبكة طرق متطورة، مما ساهم في تسريع عجلة التنمية. في المجال الصناعي، تفوق المغرب على المستوى الإفريقي في صناعة السيارات والطيران، حيث تستقطب المملكة استثمارات كبرى من شركات عالمية مثل “رونو”، “ستيلانتيس”، “بوينغ” و”إيرباص”. ولم يقتصر النجاح على الاقتصاد، بل امتد إلى البحث العلمي والتعليم، حيث أصبحت جامعات مثل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية مركزًا للابتكار في مجالات الطاقات المتجددة والتكنولوجيا الحديثة.

على المستوى الدبلوماسي، تمكن المغرب من تعزيز حضوره في القارة الإفريقية والعالم، حيث توسعت استثماراته في المصارف، الاتصالات والبنية التحتية داخل القارة، مما جعله شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا. في المقابل، تعيش الجزائر عزلة دبلوماسية متزايدة بسبب سياساتها العدائية، خاصة تجاه المغرب، حيث راهنت على دعم جبهة البوليساريو الانفصالية في وقت أصبحت فيه المبادرة المغربية للحكم الذاتي الخيار الوحيد الذي يحظى بدعم المجتمع الدولي.

رياضياً، أصبح المغرب الوجهة المفضلة لتنظيم التظاهرات الكبرى، حيث نجح في استضافة كأس العالم للأندية ، وتمكن منتخبه الوطني من بلوغ نصف نهائي كأس العالم 2022 كأول منتخب إفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز. كما تم اختياره لاستضافة كأس إفريقيا 2025،و كأس العالم 2030 تلى جانب دول دولتان اوربيتان ” اسبانيا و البرتغال ” مما يعكس الثقة العالمية في بنيته التحتية. في المقابل، تعاني الرياضة الجزائرية من التراجع، حيث فشل البلد في استضافة أي بطولة كبرى، وتراجع أداء المنتخب الجزائري على المستوى القاري والدولي.

على النقيض من نجاحات المغرب، جاء عبد المجيد تبون إلى السلطة سنة 2019 وسط أزمة سياسية خانقة، حيث قوبلت انتخاباته برفض واسع من قبل الجزائريين. منذ ذلك الحين، لم يتمكن تبون من تحقيق أي نجاح يذكر، بل واجهت الجزائر أزمات اقتصادية متزايدة رغم امتلاكها لثروات نفطية هائلة. الفساد وسوء الإدارة أديا إلى تفاقم البطالة وهروب المستثمرين ، بينما اختار النظام الجزائري تصعيد العداء مع المغرب كوسيلة لصرف الأنظار عن فشله الداخلي.

من أكبر الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها النظام الجزائري استمراره في دعم البوليساريو، حيث أنفقت الجزائر مليارات الدولارات من أموال الشعب على هذا المشروع، متجاهلة الاحتياجات الحقيقية للجزائريين. لكن هذا الرهان باء بالفشل، حيث تزايد الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على صحرائه، بينما تواجه الجزائر خسائر سياسية واقتصادية نتيجة لعزلتها الدولية.

التاريخ يثبت أن المغرب كان داعمًا قويًا لاستقلال الجزائر، حيث قدم الدعم لحركات التحرير ضد الاستعمار الفرنسي. إلا أن النظام الجزائري سرعان ما تبنى سياسة عدائية تجاه المغرب، بدءًا من حرب الرمال سنة 1963 إلى دعم الجماعات الانفصالية. ورغم ذلك، اختار المغرب التركيز على التنمية والاستقرار بدل الدخول في صراعات عقيمة، مما جعله قوة صاعدة في إفريقيا والعالم العربي.

الفرق بين محمد السادس وعبد المجيد تبون لا يكمن فقط في أسلوب الحكم، بل في النتائج الملموسة على أرض الواقع. المغرب اليوم هو قوة اقتصادية ودبلوماسية متنامية، بينما تعاني الجزائر من التخبط السياسي والاقتصادي. الملك محمد السادس يقود بلاده بثقة نحو المستقبل، بينما يحاول تبون التغطية على فشله بافتعال الأزمات الخارجية، لكن الحقائق على الأرض لا يمكن إنكارها.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.